بقلم: مهدي سعد الحبابي، مدير إدارة أعمال المؤسسات، فودافون قطر.
احتل موضوع الاستدامة في الآونة الأخيرة أهمية كبيرة في دوائر النقاش، حيث تتساءل معظم الشركات والحكومات عن كيفية التقليص من تأثير عملياتها التشغيلية على كوكبنا. وبدأت الحلول المطروحة في الاعتماد بشكلٍ متزايد على الجيل التالي من التكنولوجيات، مع احتلال تكنولوجيا إنترنت الأشياء طليعة هذا التوجّه نحو التغيير.
ما هو إنترنت الأشياء؟
باختصار، إنترنت الأشياء هي شبكة من الأجهزة المتصلة التي يمكنها جمع البيانات وتبادلها من خلال أجهزة الاستشعار. يتم توصيل هذه البيانات في الوقت الفعلي إلى أجهزة أو أنظمة أخرى عبر الإنترنت، ويؤدي ذلك إلى إنشاء أنظمة ذاتية التنظيم، أو يمكننا الحصول على الأدوات اللازمة للتحكم في هذه الشبكات الواسعة من الأجهزة.
وأصبح الآن في الإمكان توصيل الأجهزة المستخدمة بشكلٍ يومي مثل منظمات الحرارة، والإضاءة، والكهرباء، وإمدادات المياه، والسيارات وغيرها الكثير بإنترنت الأشياء. وبالتالي، يشهد عدد الأجهزة المتصلة ارتفاعًا سريع، بلغ نحو 8.74 مليار جهاز في عام 2020، وفقًا لبوابة "ستاتيستا" (Statista)، بينما تتوقع شركة سيسكو أن يصل عدد الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء إلى 500 مليار جهاز بحلول عام 2030. وتعتبر ميزة تحليل البيانات واحدة من أهم فوائد استخدام إنترنت الأشياء التي يمكنها أن تساعد في تحسين الأثر البيئي للمؤسسات والمدن والفعاليات والمشاريع وغيرها الكثير.
المدن الذكية التي تعتمد على البيانات
تُعتبر المراقبة الذكية للطاقة إحدى أكثر الطرق فعالية التي يمكن أن يساهم بها إنترنت الأشياء بشكل إيجابي في تقليص الأثر البيئي للمدن. يمكن للمدن أن تصبح أكثر استدامة وكفاءة من خلال إدارة إنتاج واستهلاك الطاقة، عن طريق خفض الإنتاج خلال فترات انخفاض الاستهلاك على سبيل المثال. يمكن لإنترنت الأشياء أيضًا مراقبة المقاييس الحيوية الأخرى مثل مستويات تلوث الهواء، وإدارة المياه، وإدارة النفايات، والجوانب البيئية الأخرى.
وقد نجحت قطر بالفعل في انشاء شبكات إنترنت الأشياء بالعديد من القطاعات بما في ذلك التعليم وتجارة التجزئة والنقل، والتي أثبتت جميعها جدواها في دعم الجهود الرامية إلى تعزيز الاستدامة. وخير مثال على ذلك هو مشروع المدينة الذكية "مشيرب"، حيث تم تشغيل العمليات الحضرية لمدينة مشيرب قلب الدوحة - من التحكم في حركة المرور إلى المرافق وحتى المباني السكنية - بأنظمة إنترنت الأشياء مثل تلك الخاصة بفودافون.
المبادرات الوطنية
سترتقي مثل هذه المدن الذكية باستدامة دولة قطر إلى مستويات أعلى، من خلال التحكم في استخدام الموارد والحول دون الافراط في الاستخدام على المدى الطويل بفضل إنترنت الأشياء. كما ستساهم المدن الذكية في تحديد المزيد من التغييرات يمكن تنفيذها في المستقبل بالتعاون مع المجتمع المحلي، بما يعود بالفائدة على الجميع. وعلى نطاقٍ أوسع، يمكنها دعم الخطة الوطنية لخفض انبعاثات الكربون، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وتستطيع مشاريع إنترنت الأشياء أن تؤثر على الشركات بعدة طرق إيجابية من بينها تحسين الخدمات اللوجستية، وتحسين عمليات التوريد والإنتاج. فهذه التكنولوجيا تغيّر كيفية عمل الشركات من خلال زيادة الجودة والإنتاجية، وأيضًا تغذي مبادراتٍ أوسع في جميع أنحاء قطر، مثل جهود الحد من النفايات. ومن بين الأمثلة البارزة حول استخدام إنترنت الأشياء على المستوى الوطني، يمكن ذكر مبادرة المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، التي قامت بتركيب أكثر من 600 ألف عداد ذكي في جميع أنحاء البلاد كجزء من الجهد المبذول من أجل رقمنة مرافق الخدمات الحيوية القطرية.
بالشراكة مع فودافون قطر وبدعم من منصة اتصال إنترنت الأشياء المُدارة، ستزود هذه الأجهزة المستخدمين بالبيانات في الوقت الفعلي حتى يتمكنوا من اتخاذ قراراتٍ مدروسة وواعية بشأن استهلاكهم للطاقة، وتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والاستدامة.
دول إنترنت الأشياء في بناء مستقبلٍ مستدامٍ لدولة قطر
تحتل فودافون مكانةً رائدة في رفع مستوى الوعي بأهمية تعزيز الاستدامة في قطر، ومن خلال الحلول والشراكات والمبادرات الخضراء، تؤكد فودافون التزامها بدعم أسباب الاستدامة.
نحن نسعى إلى الاستمرار في استخدام الاتصال لبناء مستقبلٍ أفضل من خلال رعاية مجتمع رقمي شامل ومستدام عبر قطاع الأعمال. تؤمن فودافون بأن إنترنت الأشياء سيضطلع بدورٍ مهمٍ في إنشاء المستقبل المستدام لدولة قطر، وأننا معًا نستطيع إحداث تغيير كبير من أجل استغلال الفرص التي توفرها التكنولوجيات لمساعدتنا على الحد من أثرنا البيئي.
لمعرفة المزيد حول حلول إنترنت الأشياء، والحلول الذكي من فودافون، تفضل بزيارة: https://www.vodafone.qa/ar/business/services/iot/internet-of-things