تجربة العمل عن بعد مع انتشار فيروس كورونا

بقلم: خميس محمد النعيمي، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية، فودافون قطر

أجبر انتشار فيروس كورونا معظم المؤسسات والشركات في جميع أنحاء العالم على تطبيق سياسات العمل الإلزامي عن بعد للحد من التعرض لـ "كوفيد -19" وانتشاره بين المجتمع. ومن المؤكد أن الأسابيع القليلة القادمة ستُظهر ما إذا كان العمل عن بُعد يمكنه مواجهة اختبار ضمان استمرارية الأعمال من عدمها.

على ما كنا نعتقد، إنه سيكون من الصعب الحفاظ على نفس مستوى الإنتاجية والتعاون بين الزملاء خلال فترة التوقف عن الحياة المكتبية العادية كما تعودنا عليها. بينما هناك الكثير مما يمكننا القيام به لتحقيق النتائج المرجوة مع الموظفين الذين يعملون عن بعد، سواء استوجب ذلك دعم موظفينا في التعوّد على استخدام الأدوات والتكنولوجيا المناسبة، أو تبني الطريقة المناسبة للتواصل مع فريقنا.

من الملاحظ أن العديد من الشركات تتبنى توفير التقنيات التي تُمكّن الموظفين من العمل من أي مكان تقريبًا ومن أي جهاز. في دول مثل الولايات المتحدة، كانت هناك زيادة بنسبة 159 % في عدد الأشخاص الذين يعملون عن بُعد في الفترة خلال 2005 إلى 2017، بما في ذلك قطاعات الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، والطب والصحة، والمبيعات، والتعليم. يتوقع "تقرير القوى العاملة المستقبلية" من "أبوورك" أن 73 % من فرق العمل سيكون لديها موظفين يعملون عن بعد بحلول عام 2028، مما يدل على استمرار التقدم في هذا الاتجاه.

يلعب الاعتماد السريع على خدمات الإنترنت الجوال فائق السرعة، وعلى خدمات الحزمة العريضة الثابتة والحوسبة السحابية، دورًا أساسيًا في هذه النهضة في موقع العمل. إلى جانب هذه التقنيات الأساسية، هناك منصاتٌ مُصمّمةٌ خصيصًا لتعزيز تجربة العمل عن بُعد للشركات والموظفين. تُمكّن مجموعة هذه المنصات من الحفاظ على إنتاجية العمل، ومنها على سبيل المثال لا الحصر جوجل ومايكروسوفت، بما في ذلك "سلاك" و"مايكروسوفت تيمز"، مما ساعد الموظفين من العمل عن بُعد معًا على مختلف المهام، باستخدام الحوسبة السحابية، ويمكن لهذه الأدوات أن تساعد في زيادة إنتاجية الموظفين وكفاءتهم.

وقد لا تزال بعض الشركات بحاجة إلى تطوير طريقة سير العمل عن بُعد لديها لتتناسب مع هذه التغيرات وطبيعة عملها، وتداركًا لأي أمر مفاجئ قد يطرأ. ومن الممكن لمتابعة سير العمل عن بُعد، وملاحظة إنتاجية الموظفين، وعقد الاجتماعات، أن يتم رقميًا بمساعدة أدوات إدارة المشاريع ومتابعة سير العمل الإلكترونية. وبفضل كفاءته العالية، يُمكن لهذا النهج أيضًا أن يُبسّط أكثر الطرق المعتادة لإدارة ومتابعة الأعمال في ظل العمل عن بُعد، مما يساهم في توفير الوقت وتقليص الأعمال الورقية.

ومع ذلك، أنا متأكد من أن العديد من الموظفين، في قطر وبلدان أخرى، يعملون عن بعد لأول مرة، بسبب الإجراءات الاحترازية ضد انتشار فيروس كورونا. حيث إنهم مضطرون إلى استخدام تكنولوجيا جديدة عليهم، بينما يعملون في محيط قد يتناسب أو لا مع مستوى الإنتاجية المنتظرة منهم. من المهم التأكد من أن جميع الموظفين لديهم ما يكفي من الدعم الفني لضمان انتقال سلس نحو استخدام منصات وأدوات العمل عن بُعد.

حتى مع سهولة توفر كل هذه الأدوات، هناك طُرق صحيحة وأخرى تحتاج إلى تحسين لتنفيذ مهام العمل عن بُعد، وأرى أن التكنولوجيا تشكّل وسيلة تمكين هامة في إطار مقاربة أكثر شمولًا.

يرغب الموظفون بأن يكونوا مطلعين على مختلف حيثيات عملهم، ويجب على الشركات والمؤسسات استخدام هذه الأدوات بشكل مناسب لمنح موظفيها الثقة والشفافية والمعلومات التي يحتاجونها لتمكينهم. إنهم بحاجة إلى ملاحظات منتظمةٍ وتواصلٍ مفتوحٍ مع مدرائهم المباشرين، مما يساعد الجميع على التوافق مع أهداف الفريق. من وجهة نظري وعلى سبيل المثال، تُعتبر منصات إدارة الموارد البشرية، التي تقدم للموظفين جميع خدماتهم عن بُعد بنفس مستوى الدعم كما هو الحال عندما يكونوا في اماكن عملهم، انه امراَ في غاية الاهمية عند مراعاة معنويات واحتياجات الموظفيين وتلبية مايمكنهم من العمل عن بكل الجوانب مما يأثر اجاباَ على مصلحة العمل و استمراريته دون انقطاع او تأثر

يُعتبر تأمين التواصل بين الموظفين وزملائهم أمرًا جوهريًّا لإبقائهم مطلعين على مختلف حيثيات عملهم، والوقت مناسب الآن لاستخدام التكنولوجيا والحلول المتاحة لنا لإنشاء قنوات حوارٍ جديدةٍ "تبقي الباب الافتراضي مفتوحًا دائمًا". واحدةٌ من بين الطرق المختلفة، هي اختيار إجراء المكالمات الهاتفية بدلاً من إرسال رسائل البريد الإلكتروني، واستخدام مؤتمرات الفيديو، وغيرها من الطرق البديلة غير التقليدية. ويُمكن لتطبيقات المراسلات الفورية مثل "واتساب" و"تيليجرام" و"ويتشات" أن تُوفّر نوعًا من التواصل أكثر ودية بين الموظفين، وتتيح أريحية أكبر في تبادل الأفكار فيما بينهم. إن الحفاظ على علاقاتنا مع الأشخاص - سواء كانوا زملاءنا أو عملاءنا أو مورّدينا أو أصحاب المصلحة - يتطلب بذل الجهد، ولكنه ضروري للتوافق مع نفس أهداف العمل وتحقيق تقدم بنّاء. وسيكون توفير الثقة للعملاء، وإتاحة إمكانية الوصول لهم إلى الموظفين المناسبين خلال هذه الفترة القادمة مهمًا في الحفاظ على استمرارية الأعمال في هذه الأوقات المضطربة.

نحن بصدد الوصول إلى مرحلةٍ تساعدنا فيها أحدث التقنيات، مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، على جعل العمل عن بُعد يبدو أكثر فأكثر وكأنه يوم من الأيام العادية في المكتب، مع الهولوجرام ومؤتمرات الفيديو المباشرة التي تجعلنا نتحدث وجهًا لوجه. وتوفر فودافون قطر العديد من هذه الابتكارات في السوق، مدعومة بشبكة جيجا نت المتطوّرة بما في ذلك الألياف الضوئية وشبكة الجيل الخامس التي توفر سرعات إنترنت عالية.

في الوقت الحالي، يمكن أن يوفر العمل عن بُعد - الذي يُفرض على الأعمال التجارية بسبب وباء فيروس كورونا - فرصة لنا جميعًا للتفكير في كيفية تحسين أداء وإنتاجية مؤسساتنا، ورفع كفاءة الموظفين لديها. نفّذت فودافون قطر العمل عن بعد لنسبة كبيرة من موظفيها تصل إلى 90%، ونحن لا نواجه أي انقطاع في عملياتنا. وفي نهاية المطاف، فنحن شركة تكنولوجية رائدة توفر خدمات الاتصالات الحيوية، ويعود الفضل في ذلك إلى امتلاكنا لبنية تحتية عالمية المستوى. أعتقد أنه طالما حافظنا على أفضل طرق الاتصال البديلة مع فريقنا، فإن مستقبل العمل عن بعد يبدو مشجعًا لضمان استمرارية العمل.

 

-انتهى-

اتصل بنا

من جوال فودافون
111

من أي هاتف آخر
800 7111

من الخارج
+974 7700 7111

راسلنا